هل يصح قراءة القرآن من المصحف في التراويح لمن لا يحفظ القرآن ؟
الجواب :
الأولى أن يتقدم الناس حافظ القرآن ويصلي بهم القيام أو التراويح ، فإن لم يوجد وأراد الناس أن يصلوا بإمام يستطيع القراءة من المصحف فلا حرج ، وهو فعل أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- أنها أمرت ذكوان أن يصلي بها أو يقوم بها شهر رمضان بالمصحف ، ولذلك الفتوى عند أهل العلم على أنه لاحرج في إمساك المصحف والقراءة حتى ولو كان الإنسان حافظاً وأراد أن تكون ختمته للقرآن في مأمن من الخطأ والخلل أو كان يخشى في مواضع المتشابه التشابه وأراد أن يجل القرآن عن الخطأ فهذا أكمل له وأعظم أجراً ولا حرج عليه في ذلك ، والله - تعالى - أعلم .
___________________
هل من كلمة حول رمضان فإن بعض الشباب يضيعون أوقاتهم في هذا الشهر الكريم فيما لا ينفع إلا في الطاعات ؟
الجواب :
أقبل رمضان وهو شهر الرحمة والغفران ، أقبل رمضان والله أعلم كم في جنباته من حلم وصفح ورحمة وغفران ، أقبل شهرٌ قال فيه النبي : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة )) وهو شهر الخيرات والمنافسة في الطاعات ، اختاره الله-جل وعلا- من بين الشهور فجعله شهر العبادة والرحمة ، تلاوة وتسبيح تهجد وتروايح ، كم دخله بعيد فقربه الله ، وكم دخله مسيء مذنب فتاب عليه فيه الله ! وكم لله فيه من نفحات وكم لله فيه من رحمات ومغفرات ! وفي الحديث الصحيح عن النبي أنه قال : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) وكم من صائم صام يومه وآذانته الشمس بالغروب فغيَّبت معها الخطايا والذنوب ، وهو الشهر الذي فضل الله قيامه كما في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) فطوبى لتلك الأحشاء التي ظمأت لوجه الله ! وطوبى لتلك الأمعاء التي جاعت لوجه الله ! وطوبى لتلك الأقدام التي انتصبت في جوف الليل بين يدي الله ! وطوبى لتلك العيون التي سحت للبكاء من خشية الله ! هذا شهرها وهذا أوانها ينادي منادي الله يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، تسلسل فيه الشياطين وَتُفَتَّح أبواب النفحات والرحمات من الله رب العالمين ، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه - أن النبي قال : (( إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الرحمة )) فما أعظمه من شهر ! وما أجلها من غنيمة وذخر ، وطوبى لمن خرج من رمضان فخرج عنه رمضان بصفح وغفران ، وما يدريك فلعلك أن تخرج من ذنوبك منه كيوم ولدتك أمك .
- فنسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا فيه أوفر حظ ونصيب وأن يجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا من هذا الشهر أوفر حظٍ ونصيب ، في كل رحمة ينـزلها ، وفي كل مغفرة يسبغها ، ونسأله أن يسبغ شآبيب الرحمات على جميع الأموات من المسلمين والمسلمات الذين لم يدركوه ، وأن يجبر كسرهم وأن يُعَظِّم أجرهم - .
المجيب هو الشيخ العلامة الدكتور:محمد بن محمد المختار بن أحمد مزيد الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي الشريف وجامع الملك سعود.