قصيدة الياقوتة المحمدية.. في مدح الرسول الأعظم وذِكر سيرته العطِرة

قصيدة الياقوتة المحمدية.. في مدح الرسول الأعظم وذِكر سيرته العطِرة

المقطع الثاني (حادثة الفيل+ مولده الشريف+ حادثة شق الصدر)

كذلك انْسَلْتَ بينَ الوالدِينَ على..... حبلٍ من الطهرِ لم يُجرَحْ ولا وذِما
...
حتى استقرّيتَ في أحشاءِ آمنةٍ..... فلاتَ كرهاً ولا وهناً ولا وحَما

زفَّ الإله لها الرؤيا مبشّرةً..... أنْ سوف تنجبُ نوراً يكشف الظُلَما

نوراً أراها بأرض الشامِ مشرقةً..... قصورَ بُصرى وقد زُمَّتْ لها زمما

وكان ذلكَ عامَ الفيل فيه وقى..... بيُمنِكَ الله دون الأشرمِ الحرَما

إذ أمطرَتْهُ أبابيلُ السماء لظىً..... من بعدِ ما الفيلُ "محمودٌ" به جثما

كأنما هابَ واستحيا بفطرتِهِ..... أنْ يهدمَ البيتَ فيلٌ باسْمِكَ اتَّسما

وصدّق اللهُ قولاً عند أبرَهةٍ..... ألقاه جدُّكَ لكن، ليتَهُ فهِما

ويومَ الاثنينِ من بعدِ اثْنَتَي عشَرٍ..... بهنَّ شهرُ ربيعِ الأوّلِ انصرما

إذا بكوكبِكَ الدرّيِّ يولدُ من..... بطن السماءِ مضيئاً ليلها الغسِما

فصاح في يثربٍ حَبْرُ اليهودِ: ألا..... ذا نجمُ أحمدَ عن ميلادِهِ نجَما

وتلكَ إحدى شهادات الزمان على..... ما حرّفوه من التوراةِ فانبهَما

وأذّنَتْ باسْمِكَ الآفاقُ فانطَفَأَتْ..... نارُ المجوسِ وبحرُ "ساوةَ" ازْدُرِما

كأنّ جمرَ وقَطْرَ الشركِ من قلقٍ..... تخبّطا ثمّ كانا حتفَ بعضِهِما

فباتتِ النارُ ربّاً لا ضرامَ لهُ..... ومقدسُ البحر لا ماءاً ولا "بَلَما"

واهتزّ عرشُ عظيمِ الفرسِ مشئمةً..... ورُبَّ شرٍّ ببشرى خيرٍ انْشأمَا

بأعيُني طيفُ مولودِ السماءِ ومَنْ..... بأعينِ الله في أرض الأنامِ نمى

مذ أنجبتْهُ نجيبَ الخَلْقِ آمنةٌ..... كمنصُلِ السيفِ لا عيباً ولا ثلَما

ومن حليمةَ درَّ الحِلمَ في زمنٍ..... درّتْ حليمةُ منه السعدَ والنِعَما

ولم يضيِّعْهُ يُتمُ الوالدَيْنِ فمن..... تكفّلَ الله مرعاهُ فما يتُما

وظلَّ تحتَ ظلال الله مكتَنَفاً..... مباركَ الطير أنّى سارَ أو لزِما

فإن أقامَ بأرضٍ عاقرٍ خصِبَتْ..... نبتاً وإن مسَّ ضرعاً عاطلاً رذما

أو سارَ في مُشمسٍ هبَّتْ تظلّلهُ..... بِيضُ السحابِ لتغدو بعدهُ سُحُما

أو استظلَّ بأغصانٍ دنَتْ، لترى..... ختمَ النبوّةِ ذي في ظهرِهِ رُشِما

وجاءهُ ملَكانِ اثنانِ يلعبُ في..... أصبى صباه فشقّا صدرَهُ النَعِما

وطهّرا قلبَهُ غسلاً بزمزمَ في..... صفراءَ ما لمسَتْها كفُّ غيرِهما

وأرجعاهُ لهُ منها وزمزمُها..... قد صار أقدسَ ممّا قبلَ ذلكما

فما أراقاهُ _في ظنّي_ بلِ اغتسَلا..... بهِ لتزدادَ تقديساً قلوبهما

وغادَراهُ زكيَّ القلبِ قد بلَغا..... به الرشادَ ولمّا يبلُغِ الحُلُما

فما دعا اللاتَ والعزّى كمن فعلوا..... ولم يكن مبغضاً شيئاً كبغضِهِما

ولا تصابى مع الصبيانِ في سفَهٍ..... ولم تطِشْ يدُهُ بطشاً ولا نهَما

ولم يخُضْ ميسراً أو يدنُ من فمِهِ..... خمرٌ ولم يقرَبِ الأنصابَ والزلَما

ولم يُدانِ الغواني في شبيبَتِهِ..... حاشاهُ ذلك أو يستطربِ الرُنُما

عناية الله صانتْهُ وعِفّتُهُ...... فنِعمَ الاثْنانِ، عصّاماً ومُعتصما

تم المقطع الثاني، ويليه المقطع الثالث ( تحكيمه في قضية رفع الحجر الأسود، ونزول
الوحي عليه في غار حراء)